{ وَٱسْتَفْتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ }

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى
وَٱسْتَفْتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ0مِّن وَرَآئِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَىٰ مِن مَّآءٍ صَدِيدٍ

واستفتحوا أي الرسل فهم الذين استفتحوا--فهي جملة معطوفة على
جملة "فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ ٱلظَّالِمِينَ }

في قوله تعالى
وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّـكُمْ مِّنْ أَرْضِنَآ أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ ٱلظَّالِمِينَ] }
واستفتحوا أي طلبوا النصر--فالإستفتاح هو الإستنصار

{ إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَاءكُمُ ٱلْفَتْحُ } أي النصر

ومعنى "وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ" أي حُرم وهلك الكافر --ولكنّه استخدم الصفّة الأكثر ظهورا فيهم وهي الجبروت والعناد--ولا يعني هذا أنّ بعضهم لم يخب ---بل خابوا جميعا
قال أبو السعود في تفسيره
وإنما قيل: وخاب كلُّ جبار عنيد ذماً لهم وتسجيلاً عليهم بالتجبّر والعِناد لا أن بعضَهم ليسوا كذلك وأنه لم يُصبْهم الخيبةُ، أو استفتحوا جميعاً فنُصر الرسلُ وأُنجِز لهم الوعدُ وخاب كلّ عاتٍ متمردٍ، فالخيبةُ بمعنى الحرمان غِبَّ الطلب، وفي إسناد الخيبةِ إلى كل منهم ما لا يخفى من المبالغة

والخيبة هي مطلق الحرمان من المطلوب
والجبّار--المتعجرف المتعاظم في تكبّره
والعنيد والمعاند بنفس المعنى --وهو الرافض للحقّ رغم ظهوره ووضوحه

قال تعالى "
{ واتبعوا أمر كل جبار عنيد }
في سورة هود (59). أمّا الوراء --فهي لفظة تستعمل لما ينتظر أو يستقبل من الأمور --والمعنى سيكون مصير الجبّار المعاند جهنّم فيأتيه على غفلة --لأن ما وراءك أنت غافل عنه]

[والصديد--هو الماء والقيح المختلط بالدم الذي يسيل من الدمّل المفتوح--والمعنى يسقى في جهنّم ماء كالقيح الخارج من الجروح

بوركت أخي الغالي
وجزيت خيرا
على هذا الجهد الفائق وعلى هذه المعلومات الغزيرة
شكرا لك وعفوا إذا كنتُ قد قمت بالتعديل في التنسيق لأن الخط لم يكن واضحا بالدرجة الكافية
تقبل أسفي