عدد المساهمات : 553 تاريخ التسجيل : 29/04/2009 العمر : 35
موضوع: مفهوم الشباب في الإسلام وسلوكهم الأخلاقي الأربعاء يونيو 24, 2009 10:32 pm
هناك إجماع من علماء المسلمين على أن الطفل بمجرد احتلامه يصبح مكلفاً والفتاة إذا احتلمت أو حاضت أو حملت فقد بلغت سن التكليف أيضاً ويؤكد هذا المعنى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : (( رفع القلم عن ثلاثة ، عن المجنون المغلوب على عقله حتى يبرأ ، وعن النائم حتى يستيقظ ، وعن الصبي حتى يحتلم)) رواه بألفاظ مختلفة في البخاري وغيره . وفي هذا إشارة إلى قدر من التكليف ونوع من المسؤولية عند بلوغ العاشرة ولكن سن البلوغ الكامل الذي يلزم به التكليف الصريح واضح في قوله تعالى : { وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم}. الشباب والفتى في اللغة : وردت كلمة فتى وفتيات في القرآن ولم ترد كلمة شباب، قال تعالى : { قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم } [ الأنبياء : 61] .وقال تعالى: { وقال نسوة في المدينة إمرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه }[ يوسف : 30] .وقوله : { إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى } [ الكهف : 13] .وأما الفتيات فقوله تعالى: {ومن لم يستطع منكم طولاً أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت إيمانكم من فتياتكم المؤمنات } [ النساء : 25] . وفي معاجم اللغة والقواميس نجدها تذكر أن لفظة فتى تستخدم بمعنى شاب لأن الفتوة معناها الشباب وتستعمل للدلالة على القوة لأن الشباب عنوان القوة وتستعمل بمعنى الشجاعة والفروسية – والفتوة في اللغة من الفتاء وهو الشباب والفتى في الأصل الشاب واشتقاق الفتوة من الفتاء بمعنى الشباب تدل على أن الفتى يكون قوياً شجاعاً فيه عزم ومضاء . والرجل الحدث : الطري السن ، وحداثة السن : كناية عن الشباب وأول العمر. ويقال هؤلاء قوم حُدثان ، جمع حدث ، وهو الفتيُّ السِّن ، وهؤلاء غلمان حُدْثان أي أحداث .... الشباب والسلوك الأخلاقي : الشباب هم المصدر الأساسي لنهضة الأمة والدرع الواقي الذي تعتمد عليه الأمم للدفاع عن كيانها وتحقيق أهدافها .يقول محمد الصادق عرجون ( الشباب عصب الأمة وموضع آمالها وهو الذي يقود الأمة في مستقبل حياتها ، فإذا لم يلق توجيها ، تربوياً يقوم على دعائم الفضيلة والتمسك بآداب الدين فإنه سيذهب بكل عمل عمله ، ويهدم كل بناء نبنيه فالتفكير في توجيه الشباب توجيها عملياً صالحاً ، وإعداده لتحمل أعباء الحياة الفاضلة ليس بأقل قيمة من التفكير في أعظم المشروعات الإقتصادية التي تنقذ الأمة من غائلة الفقر والبؤس ، لأن إعداد الشباب القوي الصالح هو مشروع الحياة المستقبلية للأمة التي تجد فيه الضمان لصيانة ما بنته )) . وإذا كان الشباب له أهميته البالغة في جميع الأمم والبلاد فإن أهميته تزيد في الأمم والبلدان والدول النامية ، وذلك لعدة اعتبارات قد يكون من بينها : رغبة هذه الدول في أن تعوض ما فاتها من تقدم في سنوات وعصور تخلفها الماضية بسرعة قد لا يوافق عليها جيل الكبار الذي يقاوم عادة أي تغير في نظم وقيم وعادات المجتمع ، لأنه يرى في هذا التغيير ما يهدد مركزه ويخل توازنه ويهدد ميراث الآباء والأجداد. ونلاحظ تركيز القرآن والسنة على تربية وإرشاد الشباب للسلوك الأخلاقي الحميد . ووجه القرآن الكريم أنظار الأباء والمربين إلى مبادئ تربوية سامية وقيم أخلاقية كريمة . ويتجلى هذا التوجيه في عدة مواضع من القرآن الكريم منها وصايا لقمان الحكيم لابنه . قال تعالى : { ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلى المصير }.[ لقمان : 12-14] . فنجد أن هذه الوصايا التربوية تتضمن مجموعة من القيم التي يحرص الإسلام على تنشئة الشباب عليها وفي مقدمتها النهي عن الشرك وتحقيق التوحيد المطلق لله سبحانه، والتنبيه إلى أن الله يعلم السر وما يخفى ، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، والتوجيه بضرورة رعاية الآباء والأمهات لأبنائهم في كل ما يرضي الله .. مع ضرورة مراعاة الأدب معهما... وضرورة إقامة الصلاة لأنها عماد الدين... كما احتوت على ضرورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومراعاة الالتزام بالصبر على المكاره ...والنهي عن الكبرياء في معاملة الناس وعن الخيلاء ... وفي سورة يوسف يضرب الله لنا مثلاً بالشاب الصالح العفيف الذي يراعي الله ويراقبه في السر والعلن ، ويتمسك بدينه في مواجهة إغراءات الدنيا ، فقد تعرض لفتنة جمال امرأة العزيز وحسبها ونسبها ولكنه أبى واعتصم بعقيدته . قال تعالى : { وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون } سورة يوسف (23) وهذه الآيات تشير إلى مجموعة من الحقائق والقيم منها ضرورة الصمود في مواجهة المغريات.. ويجب على الإنسان مراقبة الله في السر والعلن وأن الله يساعد المؤمنين الذين يراقبونه على الhستمرار في الفضائل وتجنب الرذائل.