أصدقائي
أقدم لكم هذه الدراسة المتواضعة
وأتمنى أن تفيدكم
تطور القصة القصيرة " مراحل "
منذ القديم والإنسان يحب الحكاية ويستمع إليها متشوقا وعندما يعود لقصها يتفنن بها
بقدر ما يمتلك من خيال وتصوير للواقع وبهذا تكون القصة التي كان يطلق عليها حكاية مرافقة للإنسان في كل مراحل تطوره
تطورت الحكاية ولبست ثوب الرواية أو القصة الطويلة وجاء عصر السرعة وبرزت القصة القصيرة والقصة القصيرة جدا متفوقة على الرواية تحتل مكانا لها على ساحة الأدب وأصبحت من فنون الكتابة الجميلة والسائدة واستطاعت أن تحتوي هموم وقضايا الإنسانية وتعبر عن مشاكل الناس بإبداع متألق فظهرت بإطار من النضج الفكري والفني
ولم تعد حكاية مسلية أو قصة نتمتع بسماعها بل أضحت قصة تخدم الإنسانية وموضوعاتها تكشف عن دلالات يجهلها الإنسان العادي ويدركها الإنسان الفنان الذي ينسجها في عناصر ..اللغة.. الإسلوب ..الرمز .. الحبكة..الخ
وأخذت القصة القصيرة تدل على تجربة فنية تصور الواقع بتناقضاته أو الخيال الهارب من احباطات الواقع المؤلم
موضوع القصة القصيرة ربما يكون قديما أو حديثا .. لكن طريقة صياغته تختلف من كاتب إلى آخر حسب رؤية كل منهما و المهم في القصة القصيرة أن يكون موضوعها آنيا أي لا يتعدى اليوم أو الساعات وإذا أردت أن تضيف لها أحداث من الماضي أو المستقبل عليك أن تستدعي الذاكرة أو المخيلة في تصوير الحدث
ويجب على كاتب القصة القصيرة أن يعطي الموضوع شكلا فنيا جديدا
ويلقي عليه عناصر الإثارة والإدهاش والحيرة لتظهر القصة نموذجا حيا يحاكي الفكر والعواطف بالتصوير السريع والقالب الفني المتميز
ويستطيع الكاتب أن يقدم للقصة القصيرة إضافات أدبية في مجالي الرؤية والبناء ليؤكد أهمية هذا الجنس الأدبي ... تتجسد هذه الإضافات في قضايا عالمنا حيث تبرز المؤشرات الأساسية فيه لأنها المدخل الهام لرؤية شاملة
إن أكثر كتاب القصة القصيرة يهملون الأشخاص الذين كانوا فيما مضى محور القصة ويكتفون بنقل بعض الأحداث وتجسيدها وهذا ليس سهلا لأنه يحتاج موهبة فنية قادرة على التصوير وهم كتاب الواقعية
ومنهم من يغرق في الرمزية فلا تجد الكاتب في النص القصصي بل تجد فكرا يريد التعبير عن ثقافته العالية التي يترفع بها والتي يريد من خلالها القول أنه من الفئة الأرستقراطية في الأدب
ومن الكتاب من يكتب القصة الرومانسية ليجسد أحلامه الخيالية هاربا من قيود المكان والزمان محلقا حيث الحرية .. والعدل .. والسلام..والمحبة
ومنهم من يكتب بأشكال مختلفة .. يقترب تارة من الواقع .. وتارة يحلق بعيدا ..
ومرة يغرق في الرمزية
هذه الأمور أعطت القصة القصيرة مضمون وبنية وشكل جديد ومنحتها الجرأة نحو الإبتكار والتجديد لتكون في مقدمة الفنون الأدبية
ويمكننا قراءة القصة القصيرة منذ بداياتها في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين حيث وضع الفيلسوف فريدريك نتشه بعض فلسفته في قالب قصصي في كتاب ( هكذا تكلم زارا) وأيضا نجد لجبران خليل جبران بعض القصص القصيرة في مجموعتيه العربية والمعربة
وظهرت القصة القصيرة أقوى في منتصف القرن العشرين عند الأدباء المصريين مثل (نجيب محفوظ (همس الجنون ) و(دنيا الله)
و يوسف السباعي ويوسف إدريس
وبدأت تطورها السريع تزاحم فنون الكتابة وظهر عدد كبير من كتاب القصة القصيرة المتميزين
الكاتب العراقي محمد خضير ( المملكة السوداء )
الأديب السوري جاسم الحسين
وعبد السلام العجيلي
************
وساهمت المرأة في مجال القصة القصيرة
منهن الكاتبة القطرية نورة السعدومجموعتها القصصية (بائع الجرائد)
البحرينية فوزية رشيد ( امرأة ورجل
الاماريتية سلمى مطر سيف ( هاجر)
والسعودية رجاء عالم نهر الحيوان
والسورية : الدكتورة ناديا خوست مجموعتها مملكة الصمت
لذلك يجب علينا قبل أن نكتب قصة أن نقرأ كثيرا وأن نفرق بين القصة الأدبية والحكاية
وأقدم لكم هذه الدراسة السريعة ليستفيد منها ذوي المواهب ويقدموا ابداعاتهم في قالب قصصي جميل لأن لدينا أقلاما حقا لديها قدرة على الإبداع ولا ينقصها إلا الخبرة وأتمنى أن يستفيدوا مما قدمت لهم
تحياتي للجميع مريم