[size=24] (الشباب ومتطلبات المستقبل) عنوان عريض يحوي دلالات عميقة يجب أن نقف احتراما لمن قرر هذا الشعار وفي هذا الوقت. لأن الشباب هم زهرة الحاضر ورجال المستقبل، في صلاحهم صلاح للمجتمع وفي فسادهم فساد له، هم القوة المحركة لاي مجتمع، مرحلة الشباب تتميز بخصائص لا توجد في مرحلة غيرها حيث يتمتع الانسان فيها بكامل قواه الجسدية، فهو تعدى مرحلة الصعود (الطفولة) ولم يبدأ مرحلة الانحدار (الشيخوخة) تعد مرحلة الشباب مفصل في حياة كل انسان، ولذلك يجب ان تتحرك كل قوى المجتمع وعقوله لكي تحتوي الشباب وتقدم لهم التربية والتعليم التي تتناسب مع عصرهم وزمانهم لكي يتم اعداد رجال الغد وآباء المستقبل بالشكل الصحيح والذي يؤهلهم لقيادة المجتمع مستقبلا في جميع مجالاته، لا يصح ان نقف مبهورين بالعالم من حولنا او خائفين وجلين من كل جديد ومفيد يفرضه عصرنا وتسارع حياتنا وتقدم تقنياتنا، وكأننا على شفا جرف هار، نحن في حقبة زمانية مختلفة يجب ان نعترف فيها ان العالم لم يعد كما يقال قرية بل تجاوز ذلك واصبح شاشة امامك تطوف وتتعرف من خلالها على جميع ثقافات العالم وانت في زاوية من زوايا بيتك في اي مكان من هذه الكرة الارضية، يجب ان نعيش هذه الثورة المعلوماتية والثقافية بكل ثقة وواقعية، ومن ثم نحرص على تكييف مناهجنا التربوية والتعليمية بما يتناسب مع الزمان الذي نحن فيه فديننا ولله الحمد ستوعب كل جديد ومفيد وفق ضوابط صريحة وواضحة لأنه صالح لكل زمان ومكان، لا مجال لمن يستعمل الدين ستاراً ويحمله ما لا يحتمل ليمنع توافقنا مع عصرنا وتغييرنا لأسلوب خطابنا وتواصلنا مع الآخر بالشكل الذي يضمن تعايشنا ورقينا بكل ثقة وثبات، الشباب في حاجة لمن يحتويهم ويستوعب ميولهم ورغباتهم وفق قدراتهم هم في حاجة لمن يزرع الثقة فيهم وفي قدراتهم بعيدا عن التخويف والترهيب من كل جديد وبعيدا عن النظرة الدونية التي تستخف بعقولهم وتحاول التضييق عليهم ووصفهم بما لا يليق من الصفات والتي تزرع في نفوسهم الحيرة وعدم التوافق بين ما يطلب منهم وما يقرؤون ويشاهدون من حولهم، عندها سوف تكون النتيجة النفور من مجتمعهم ومحاولة الخروج عنه لأنهم محطمون ومحبطون لا رغبة لديهم في التعاطي مع مجتمع لا يقدرهم ولا يحترم عقولهم، مصيبة عندما يعتقد البعض ان هذه الثورة المعلوماتية والانفتاح على العالم خطر يجب ان يمنع ويحارب بكل قوة ويجب ان ننغلق على أنفسنا بكل سلبية بحجة ان ديننا يحرم ذلك، مع هذا الضغط وهذا الجهل بالواقع سوف ينفرط العقد في يوم ما سوف ينفجر الشباب ويخرجون عن ذلك الطوق وتلك الرهبة! عندها لن نستطيع ان نلملم نتائج كبتنا وترهيبنا، ينبغي ان يدرك الجميع ان عصرنا مختلف وزماننا متغير وحياتنا متسارعة وديننا ولله الحمد صالح لكل زمان ومكان، لا يذكر احد ان الحذر مطلوب والحرص مرغوب في التعامل مع هذا الانفتاح الثقافي على العالم، لكن لا يصح ان نقف مرعوبين ومشككين، يجب ان نأخذ ما ينفعنا ونتجاوز ما يضرنا ولا يتوافق مع منهجنا وعقيدتنا، الشباب في حاجة مع كل هذا التسارع ان نوجد حلولاً لمشاكلهم ليسوا في حاجة لمن يستعرضها في كل ملتقى او ندوة ومن ثم يتقاذف الجميع الكرة بلا حل ولا فكرة تفيد وتساعد في تقديم الحل، بل المصيبة عندما يخرج من يقدح ويذم هؤلاء الشباب ويصفهم بالشذوذ، وكأنهم من عالم آخر لا يستحق ان نقدرهم ونحترم رغباتهم.. الشباب ياكرام في حاجة ان يكتسبوا الثقة في انفسهم اولا ثم مجتمعهم ومستقبلهم، لابد ان نوجد فرص التعليم العالي وفق القدرات والرغبات ومن ثم ثم يجب ان يجد كل مجتهد مكانه لخدمة مجتمعه وليس على أرصفة الشوارع تتراكم الملفات الخضراء التي تصيب الجميع باحباط، نحن في حاجة للتخطيط والعمل بكل جدية لكي نبذر ما يفخر المجتمع بحصاده في مستقبل زاهر بإذن الله.. اتمنى ذلك.............................