تعمل البورصة على تلاقي شخصين أوطرفين إثنين:البائع والمشتري.هذان الطرفان لايعرفان بعضهما ولا يمكنهما التعرف على بعضهما.وهكذا لا يستطيع بائع سهم أن يعرف الشخص الذي يشتري هذا السهم. فقد يكون المشتري محترفا ماهرا أو مساهما بسيطا. كل شيئ ممكن. وتتأثر السوق في البورصة بشكل مباشر بعدد المشترين(الطلب)وبعدد البائعين(العرض). وبمواجهة بين العرض والطلب ينتج سعر التوازن.وفي البورصة يتغير سعر التوازن لسهم ما عدة مرات في الدقيقة الواحدة. فعندما يكون عدد العارضين (البائعين)أعلى من عدد الطالبين(المشترين) فإن السعر يتجه نحو الأنخفاض، و العكس صحيح.
5-أنواع الستثمرين في البورصة:
هناك صنفان من الاشخاص يدخلان البورصة:صنف المستثمرين الذين يقصدون وضع مدخراتهم لعدة سنوات بغرض التحضير لتقاعدهم مثلا.وهناك أيضا صنف المضاربين الذين يبحثون عن الربح المالي السريع.ويمكن أن نضيف صنفا ثالثا من الاشخاص وهو صنف المقامرين.وهذا الصنف الأخير يدخل البورصة بغرض الربح السريع دونما معرفة بقوانين وقواعد البورصة والأسواق المالية.
بالنسبة للصنفين الأولين توجد استراتجيتان مختلفتان من أجل هدف واحد:الربح المالي.أما الصنف الثالث فلا استراتجية له. فالمستثمر يشتري أسهم الشركة التي تبدو له واعدة من حيث النمو بحيث يستطيع بيعها بسعر أعلى بعد عدة سنوات.أما المضارب فيبحث عن الأسهم التي تبدوله له انها غير مقيمة على حقيقتها مؤقتا ليحقق ربحا سريعا في بضعة أيام أو أسابيع أو ساعات أو دقائق.أماالمقامر فيشتري حسب عواطفه وأذواقه وأهوائه.والحقيقة أن المشكلة كلها تكمن في اختيار الأسهم الجيدة.وهذا موضوع آخر سوف نتطرق إليه في دروس أخرى.
المنتوجات المالية:
الأسهم والإلتزامات:
إن السندات الصادرة والتي يتم تبادلها تنتمي من حيث الأصل إلى نوعين:الأسهم،وهي تمثل جزءا من رأسمال شركة،غير مسترجعة متبوعة بربح متغير حسب نتائج الشركة وبحق التصويت.أما الالتزامات، فهي سندات دين على المدى البعيد قابلة للاسترجاع ومتبوعة بفائدة ثابتة.هاتان القيمتان المنقولتان تبقيان الأهم بالنسبة للأسواق المالية، لكنهما صارتا تلقيان منافسة من منتوجات مالية أخرى جديدة.وجدير بالذكر أن الاسهم فيها أنواع كثيرة وكذلك الإلتزامات. وسنرى ذلك بالتفصيل لاحقا.
الصناديق الجماعية:
تعتبر الصناديق الجماعية من أهم وسائل الإدخار الجديدة.فهذه السندات تعفي المستثمر من مشاكل التسيير وتسهل عمل الوسطاء مع تعرض المستثمر لخطرضعيف.وتعرف هذه الصناديق حاليا إقبالا كبيرا من قبل المدخرين خاصة للذين يخافون من دخول البورصة شخصيا.وتسير هذه الصناديق من قبل اختصاصيين ماليين مثل البنوك وشركات التأمين وغيرهما لصالح المدخرين.ولنا عودة إلى هذا الموضوع.
دور البورصة:
إن وظائف الأسواق المالية ضرورية للاقتصاد لأنها تنظم الالتقاء بين الذين يملكون الأموال،المدخرين ، والذين يبحثون عن التمويل،خاصة الشركات،الدولة،والمؤسسات العمومية. إن البورصة تسمح بالتقاء الشركات التي تبحث عن المال لتمويل مشاريعها و الأشخاص الراغبين في إقراض مالهم مع تلقي تعويض مالي مقابل هذه الخدمة.فهي مكان للتمويل بالنسبة لأحدهم ومكان للإدخار بالنسبة للآخر.
9-السماسرة:
إن وظيفة المفاوض في البورصة هي وظيفة خاصة بفئة معينة متخصصة هي فئة السماسرة brokers في الولايات المتحدة الأمريكية.أما في فرنسا فهي من إختصاص شركات البورصة sociétés de bourse. ويعمل السماسرة تحت مراقبة وإشراف هيئات خاصة لمراقبة الأسواق المالية.سنعود إلى هذا الموضوع لمزيد من التفصيل.
-هيئات المراقبة:
إن أهمية القيم المنقولة في الحياة الإقتصادية وضرورة حماية المستثمرين والمدخرين جعلت المشرعين يعملون على خلق قوانين ونظم بغرض ردع بعض التجاوزات، حيث كان لزاما إيجاد نوع من الشرطة لحماية المستثمرين . فمراقبة الأسواق المالية تكون من صلاحيات سلطات البورصة نفسها مثلما هو الشأن في بريطانيا وهولندا، أو من قبل هيئة متخصصة تنشأ على طراز لجنة السندات المالية و البورصة Securities and Exchange Commissionالتي أسست عام1934 في الولايات المتحدة الأمريكية، مثل اللجنة البنكية البلجيكية (Commission Bancaire Belge (1935 أو لجنة عمليات البورصة الفرنسية (Commission des Opérations de Bourse Française (1967.
تقوم هذه الهيئات بمراقبة فعالة من لحظة إصدار القيم المنقولة وضمان الشفافية في الأسواق وقمع المخالفات المحتملة التي يتم رصدها.ولقد كانت النتائج المحصل عليها مهمة للغاية بهدف تطهير التصرفات في البورصة وتحسين الأخبار الموجهة للجمهور المستثمر.ومن جهتها قامت لجنة المجموعات الأوروبية عام 1977 بوضع قانون سلوك يتعلق بعمل الأسواق،إعلام الجمهور،تصرفات مسيري الشركات، الوسطاء الماليين، وكل المحترفين المتدخلين في المعاملات المتعلقة بالقيم المنقولة.
11- البورصات الرئيسية في العالم:
إن أهم البورصات في العالم هي نيو يورك، لندن، طوكيو، وباريس. فهناك نظام للتبادل في تطور في كل الدول على غرار الجمعية الوطنية للتسعير الآلي للسندات National Association of Securities Dealers Automated Quotationالمعروفة اختصارا باسم ناسداك NASDAQ، وهي سوق للتسعيرات الآلية. وناسداك هي البورصة الثانية في الولايات المتحدة من حيث حجم التداول، وتزداد أهميتها باستمرار. فأجهزة الحاسوب الضخمة والسريعة وتطور التكنولوجية والإعلام خفضت بشكل كبير تكاليف إقامة سوق ممركزة للقيم لبث الأسعار على الشاشات.
-الشركات المدرجة:
إن الشركات المرشحة لدخول البورصة تخضع لشروط قاسية قبل إدراجها على قائمة البورصة بغرض التداول.وهذا في حد ذاته صمام أمان آخر يهدف إلى حماية المستثمر.ففي الولايات المتحدة الأمريكية، من أهم الشروط المطلوبة هو أن يكون للشركة عدد كاف من المساهمين (عدة آلاف)،حتى لا تكون الشركة وهمية. وفي فرنسا يتعين على الشركة الراغبة في التسجيل على قائمة البورصة أن تضع 25% من أسهمها على الأقل تحت تصرف السوق.وهذا يعني أنه من بين الشركات المرشحة للدخول،فقط، تقبل الشركات الأهم للادراج في السوق الرئيسية ( مثل سوقNYSE في نيو يورك أو السوق الرسمية في باريس).أما الشركات الأقل أهمية فتسجل على قائمة السوق الموازية ( مثل AMEXفي نيو يورك أو السوق الثانية في باريس) ، حيث تكون شروط الإدراج أقل صرامة.
13-أنواع الأسواق:
هناك نوعان من الأسواق من حيث طريقة الدفع.فهناك السوق الفورية والسوق الآجلة.وهذا يعني أنه لدخول السوق الفورية يتعين على المشتري أن يدفع ثمن ما اشتراه بعد الشراء مباشرة.وهذا يعني بدوره أن المشتري يتملك ما اشتراه فورا .
في الولايات المتحدة لا يوجد إلا سوقا واحدة يكون فيها الدفع فوريا حيث يتم التسليم والاستلام(دفع المال وأخذ السند) خمسة أيام بعد عملية البيع. وإذا كان المشتري لا يتوفر على المبلغ اللازم لتسديد ثمن السند الذي اشتراه ،يمكنه الإقتراض من سمساره المبلغ اللازم لذلك ضمن شروط محددة.
أما السوق الآجلة فيكون فيها الدفع مؤجلا، وهذا يعني أيضا أن التسليم يكون مؤجلا إلى آخر الشهر عند حلول تاريخ التصفية. فالمشتري الذي لا يتوفر على أموال كافية يمكنة الشراء دون أن يدفع في إطار قواعد محددة. بهذه الطريقة يمكن شراء سند بدون دفع أي مبلغ وبيعه بعد عدة أيام والحصول على أرباح في حال ارتفاع سعر السند. وفي حال هبوط سعره مع حلول أجل التصفية يمكن التأجيل ثانية مقابل دفع مبلغ بسيط كحق للتأجيل هذه المرة.هذا النظام الآجل معمول به بشكل خاص في فرنسا.هذه الطريقة صالحة للأفراد الذين لا يملكون الأموال الكافية للاستثمار في البورصة.لنا عودة إلى هذا الموضوع فيما بعد.
المؤشرات:
من أهم المؤشرات على المستوى العالمي مؤشر داو جونز DOW JONES، وهو مؤشر بورصة أنشئ عام 1897 من قبل إحدى الجرائد المشهورة في عالم المال والأعمال وهي جريدة وول سترييت جورنل Wall Street Journal. يحسب هذا المؤشر يوميا من قبل شركة داو جونز وشركائه، ويمثل هذا المؤشر معدل أسعار ثلاثين قيمة(شركة) صناعية منتقاة بشكل يسمح بعكس الاتجاه العام للأسعار ببورصة نيو يورك.ولا نغادر نيو يورك دون الإشارة إلى مؤشر ناسداك Nasdaq الذي تغلب عليه القيم التكنولوجية.
ويقابل مؤشر داو جونز مؤشر فوتسي Footsieفي لندن، ونيكاي Nikkei في طوكيو، وداكس Dax في فرنكفورت، وكاك40 CACفي باريس